الرحمتات كلمة دارجة ويقصد بها آخر يوم خميس (الذي يسبق الجمعة اليتيمة ) في الاسبوع الأخير من شهر رمضان المبارك وحيث يصادف ذلك اليوم ( سوق الخميس ) ويقوم الجزارون في ذلك اليوم ( ودالقبة - بلة ود شمام واولاده - ود امام(رحمه الله) - اولاد بانداقة - ) بتوفير كمية لا بأس بها من اللحوم لهذه المناسبة كما تقوم النساء اللاتي لهن أفارب قد انتقلوا الى رحمة الله بإعداد أطباق صغيرة مليئة بالتمر الذي يكون قد وضع في الماء منذ الصباح الباكر حتى إذا جاء المساء يكون قد اصبح منتفخاً وليناً واصبح ماؤه حلواً وذلك بوضع بعض المنكهات عليه حتى اذا جاء وقت قبيل الغروب يطوف الاطفال على بيوت القرية طلباً لهذه الاطباق المليئة بالتمر وهم يتغنون ببعض الاهازيج والأناشيد التي تتماشى مع هذه المناسبة ولعلي اذكر منها 0000 قوط 000 قوط 0000يا0000 ( لعل عامل الزمن لم يسعف لتذكر الباقي ) ارجو من اللقارئ الكريم اضافة ما يمكن اضافته ---- وهكذا يستمر الصبية الصغار من الطواف من منزل لآخر حتى تمتلئ البطون الصغيرة بأكبر قدر ممكن من التمور ذات الطعم والمذاق المحلى بعصير التمر اللين 0 وما ان تغيب شمس ذلك اليوم السعيد يكون النعاس قد دب في جفون الطفولة البريئة وغطت في نوم هادئ سعيد في انتظار مناسبة جديدة 0
وكل رحمتات والجميع بخير ( والموضوع الى كل من لم يدرك ذلك الارث والثقافة البيئية المحلية الرائعة )
سليمان محمد الطيب/جنى قوزميرف